للتواصل

نشرت شركة كي بي إم جي تقريرها العالمي لعام 2024 حول قطاع المعادن والتعدين الذي يسلط الضوء على  الاتجاهات الرئيسية التي يشهدها القطاع على الصعيد العالمي، وعلى التحديات والفرص الناتجة عن جهود خفض انبعاثات الكربون والتطورات التقنية والتغيرات الجيوسياسية والتنظيمية وديناميكيات السوق.

 وبناءً على آراء أكثر من 450 من كبار التنفيذيين حول العالم، بمن فيهم بوب ويلت، الرئيس التنفيذي لشركة “معادن”، يؤكد التقرير على التزام قطاع المعادن والتعدين الراسخ بالاستدامة والتحول الرقمي، وحفاظه على مرونته في مواجهة التحديات المتزايدة في ظلِّ التقلبات التي تشهدها الفترة الحالية.

ويشهد قطاع المعادن والتعدين تحولًا كبيرًا، مدفوعًا بالحاجة إلى خفض انبعاثات الكربون وتحسين كفاءة العمليات التشغيلية؛ وقد كشف التقرير أنَّ 47% من الرؤساء التنفيذيين يرون أنَّ تحويل بصمتهم الكربونية من خلال الاستثمار في التكنولوجيا يمثل فرصةً لتحقيق نمو كبير لمنظماتهم خلال السنوات الخمس المقبلة، كما أكدَّ 55% من التنفيذيين على أهمية تضمين ودمج مبادرات خفض الانبعاثات الكربونية في إستراتيجيات شركاتهم. وتعتبرالتطورات التقنية، مثل: التحول إلى تشغيل الآلات والمعدات الكهربائية وإعادة تصميم المناجم بشكل إستراتيجي عناصر أساسية في هذا التحول.

وفي هذا الصدد، صرّح سامي أحمد، شريك ورئيس استشارات قطاع الطاقة والموارد الطبيعية لدى شركة كي بي إم جي في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا قائلًا: “يقف قطاع المعادن والتعدين في المنطقة على مفترق طرق ومرحلة تحول حاسمة، حيث تعمل جهود خفض الانبعاثات الكربونية والتغيرات الجيوسياسية المتسارعة وتقلبات السوق والتكنولوجيا بما فيها الذكاء الاصطناعي على إعادة تشكيل مسار المرونة والنمو، ويشير التقرير إلى ضرورة تبني ودمج القطاع للممارسات المستدامة في التحول التشغيلي ؛ ليس من أجل الوصول إلى هدف صفر انبعاثات كربونية فحسب بل من أجل ضمان تحقيق نمو مستدام على المدى الطويل”.

وقد ساهم التحول إلى تشغيل الآلات والمعدات الثقيلة بالكهرباء، مثل: شاحنات النقل، في زيادة الكفاءة وتقليل الانبعاثات الكربونية بشكل ملحوظ، كما تبنت العديد من المنظمات مؤشرات أداء رئيسية لمراقبة تقدمها في مجال الاستدامة، حيث قام 43% منها بتبني أنظمة لتتبع بصمتها الكربونية.

ويسلِّط التقرير الضوء على دور التقنيات المتقدمة، مثل: الذكاء الاصطناعي (AI) وتعلّم الآلة (ML) في تحسين الكفاءة ودعم جهود خفض الانبعاثات الكربونية، وقد أكدَّ 43% من الرؤساء التنفيذيين على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في معالجة القضايا الإستراتيجية، بدءًا من تحسين الإنتاج وصولًا إلى تقليل الانبعاثات. كما أشاروا إلى أنَّ الذكاء الاصطناعي ساهم بشكل كبير في تقليل الوقت اللازم لإنجاز العمليات بالغة الأهمية؛ وفي هذا الصدد، أضاف بوب ويلت، الرئيس التنفيذي لشركة “معادن” قائلًا: “لقد تمَّ تقليل الوقت المستغرق بدءًا من استكشاف الموقع إلى بدء تشغيل المنجم من ستة عشر عامًا إلى تسعة أعوام، بفضل الاستعانة بالذكاء الاصطناعي والاعتماد على التحليلات المتقدمة”.

لا يزال قطاع المعادن والتعدين واعدًا رغم تقلبات الأسعار والاضطرابات التي تشهدها سلاسل الإمداد، حيث شهد 66% من الرؤساء التنفيذيين زيادة في تقلبات أسعار المنتجات خلال العامين الماضيين نتيجةً للأحداث الجيوسياسية والطلب المتزايد على المعادن، مثل: الليثيوم والنحاس والنيكل. كما أعرب 61% من الرؤساء التنفيذيين عن ثقة أكبر بفرص النمو والازدهار المستقبلية لأعمالهم وشركاتهم مقارنة بما كانت عليه قبل عامين؛ ولمواجهة هذا التقلب، تعمل 58% من الشركات على توسيع استثماراتها في أسواق جديدة والدخول في شراكات لتعزيز سلاسل الإمداد.

وفي ظل التحول الذي يشهده القطاع، تعطي الشركات الأولوية لبناء القدرات البشرية من خلال استقطاب المواهب وتطويرها، وينظر 47% من الرؤساء التنفيذيين إلى نقص المهارات باعتبارها أحد التحديات الرئيسية، ولا سيما مع ظهور تقنيات جديدة، وتحاول الشركات التغلب على هذه المشكلة من خلال تطوير مهارات الموظفين وتوظيف مواهب تتمتع بالكفاءة العالية ومتخصصة في قطاعات، مثل قطاعي التقنية والطاقة المتجددة، ويتم حاليًا تعزيز العلاقات مع المؤسسات التعليمية لضمان استمرارية تدفق الكفاءات المؤهلة.

ويُظهر التقرير أنَّ 66% من الرؤساء التنفيذيين أشاروا إلى زيادة في تقلب الأسعار نتيجة للأحداث الجيوسياسية، في حين أبرز 56% منهم أهمية الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالتغيرات التنظيمية وتقليل المخاطر. كما تتزايد الضغوط التنظيمية المتعلقة بالحد من الانبعاثات بشكل ملحوظ، وأشار 33% من الرؤساء التنفيذيين إلى أنَّ انبعاثات النطاق الأول والثاني تمثل تحديات تنظيمية كبيرة، بينما أشار 30% إلى خطورة انبعاثات النطاق الثالث.

وفي هذا الصدد، صرّح فرحان محمد، مدير تنفيذي في قطاع استشارات المعادن والتعدين لدى شركة كي بي إم جي -السعودية ، قائلًا: “نلاحظ أنَّ الشركات تتكيف مع هذه التطورات من خلال تعزيز الامتثال باستخدام الذكاء الاصطناعي وتخطيط السيناريوهات،وتجدر الإشارة إلى أنَّ الاتجاهات العالمية، مثل: استخدام الذكاء الاصطناعي والابتكار لخفض الانبعاثات الكربونية، وتعزيز الاستدامة، وزيادة الكفاءة التشغيلية، وضمان استمرارية الأعمال، يتم تبنيها بشكل متزايد في المملكة العربية السعودية؛ مما أدى إلى نتائج واعدة حتى الآن”.